
لويجي بيرانديلو

لويجي بيرانديلو
تحفل المسيرة الإبداعية والأكاديمية والنقدية للجزائري فيصل الأحمر بثراء متعدد من أبرز جوانبه الانشغال بأدب الخيال العلمي إبداعا ونقدا، قدم للمكتبة العربية ستة أعمال روائية وثلاثة أعمال شعرية،
وأصدر مجموعة قصصية هامة في الخيال العلمي 2002 تعد أول كتاب في الخيال العلمي في الجزائر باللغة العربية، تلتها رواية “أمين العلواني” وهي رواية خيالية علمية تجريبية، وله العديد من المؤلفات البحثية والترجمات، ونشر العديد من الدراسات والبحوث والنصوص في جل المجلات الثقافية العربية المتخصصة، وتتميز جل أعماله الشعرية والروائية بعمق رؤاها وحساسياتها الفنية والجمالية وتميزها على المستوى الشكلي والتجريبي، الأمر الذي لفت إليها انتباه النقاد والدارسين، ما جعل القراء محليا وعربيا يقبلون على أعماله مرارا بالقراءة والدراسة.
أصدر الأحمر مؤخرا في إطار أدب الخيال العلمي روايته للناشئة “في البعد المنسي” التي تشكل إضافة نوعية مهمة لهذا الأدب وتدور فكرتها الأساسية حول تغلب الآلة على الإنسان لتصبح البشرية تابعة للآلات والبرامج، وذلك عندما يفقد المكان معناه وتاريخه ويتغلب النسيان على الإنسان فيفقده صلته بالمكان.. كيف سيواجه الإنسان ذلك؟ هنا تدور أحداث الرواية التي صدرت عن دار فكرة كوم.
الموضوعات البارزة:
بداية يقول الأحمر حول جمعه بين أجناس مختلفة من الإبداع والبحث “الغالب عندي هو أن الأشياء تحدث بتلقائية كبيرة. أنا سليل مدرسة في الكتابة تؤمن بأن الكاتب ليس حكواتيا يمتع جمهوره بالقصص، ولا شاعرا يطرب جمهورا متعطشا إلى قوافيه، بل هو مثقف عالي الثقافة واسع الاطلاع يخوض بيسر في موضوعات الحياة التي تطرح نفسها أو يطرحها السياق التاريخي. لهذا تجدني أستغرب حالة روائي ليست له آراء سياسية ولا يخوض في شأن اجتماعي ولا غيره (ولا أقول إنه مجبر، ولا أقول إن عمل الروائي بعيد عن هذا الأمر، فالأمران بديهيان)”.
ويضيف أنه “يجب ألاّ يصبح الروائي في وقتنا مجرد آلة للكتابة وللبراعة التقنية في فن الحكي، والكلام نفسه ينسحب على الشاعر والمسرحي وغيرهما، ثم تترك مهمة التفكير لأناس غامضين بلا ملامح في الكثير من الأحيان يسمون الخبراء أو الأخصائيين أو السياسيين أو الإعلاميين، ويعملون ضمن خزانات أفكار أو مخابر أو ما شبه. أنا ممن يؤمنون بأن الأفكار عليها أن تنشأ وتمارس وتتبادل في نوع من الهاجس الديمقراطي، تتبادل وتناقش وتسقط أو يعلو شأنها أمام الملأ، ولأجل ذلك لا بد من مفكر معروف الوجه والملامح والاسم ليتعهد كل ذلك ويتبنى المواقف وما شابه ذلك. وهذا ما دفعني إلى تكوين متعدد المشارب يلامس الفلسفة والفكر كثيرا. وأعتقدها حال معظم الكتاب في التاريخ، عدا كتاب القرن الحالي والقرن الفائت حيث سحب التخصص المفرط البساط من تحت قدمي الكتاب”.
ويوضح أنه كثيرا ما طرح عليه سؤال التعايش السلمي لهذه الأجناس الأدبية المتعددة تحت القبة البرلمانية الإبداعية الفكرية نفسها، وفي المطلق يعتقد بأنه لا يفكر كثيرا في المرحلة القبلية للنص.
يقول الكاتب “لست منشغلا بجنس ونوع النص الذي أكتبه، فالحال عندي هي في المطلق ورشات كثيرة للتفكير وللممارسات النصية والجمالية المفتوحة بالتوازي إلى حد ما، ثم تأتي النصوص حسب آلية غير واضحة وفي مواعيد غير واضحة وحسب قوانين مجهولة لا أسيرها إلا قليلا. يبقى أنني أحيانا أرغب في الإيقاع والاختفاء وسط الكلمات، فتكون نتيجة عملي نصا شعريا. وأحيانا أرتب الأخبار والأقوال وأجعل كل ذلك يتقاطع ويتلامس ويتنافر ويتجاذب، فتكون النتيجة رواية أو شيئا كالرواية. وهكذا مع الفلسفة وإكراهاتها في العرض والتحليل والربط والتأطير والتجريد والنمذجة. أما من الناحية السياسية فتحركني الطاقة التي لا يوقفها تيار: الولع. أنا مصاب بولع شديد في كل شيء أقوم به، والسياسة بالنسبة إلي جزء من الحياة فيه إكراهات كثيرة، لهذا فالاستمرار فيها يتطلب الكثير من القوة الدافعة كالولع”.